حرية التعبير في الاسلام
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حرية التعبير في الاسلام
.
صلاح عبد الرزاق باحث في الفكر الاسلامي المعاصر
الخلفية النظرية لحرية التعبير
يتضمن القران الكريم والسنة المطهرة الكثير من النصوص التي تؤكد بوضوح على حرية التعبير. والتاكيد على امرين لاينفصلان هما: ان القرآن الكريم يقر بتعددية الاراء وتنويعها حيث يقول تعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولايزالون مختلفين) (هود118). اي ان الاختلاف بين البشر ليس امر طبيعيا فحسب بل انه امر ايجابي، وانه يحدث بمشيئة الله تعالى. كما يعترف القران الكريم بان اختلاف الاراء سيؤدي الى التنازع والصراع، اذ يقول سبحانة وتعالى (فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول) (النساء:59). اي اذا ماوجد اختلاف او نزاع سياسي او ديني او اجتماعي فيجب العودة الى القرآن والسنة المطهرة لحل هذا الاختلاف. ولكن في كل الاحوال يجب ان تكون هناك اراء متعددة في المجتمع الاسلامي تعكس تنوعة وتياراته الفكرية، (الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب) (الزمر:18) فهناك اقوال واراء مختلفة في اية قضية يختار المسلم افضلها واحسنها فالقرآن يقر صراحة بوجود تعددية في الاقوال والالما استطاع المسلم ان يختار احدها.
الامر الثاني:هو ان يتمتع المجتمع ،رجالا ونساء بالحرية في التعبير عن ارائهم وموقفهم، حيث يقول تعالى (المؤمنين والمؤمنات بعضهم اولياء بعض،يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) (التوبة:71) اي ان المجتمع الاسلامي بشقية الرجولي والنسوي يتمتع بحرية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لايقتصر على الامور الدينية والعبادات والعقائد بل كل النشاط الانساني في التفكير والنقد والمعارضة وتقييم الامور السياسية والثقافية والاقتصادية.
يحدثنا القرآن الكريم عن قصة المرأة المسلمة التي ظاهرها زوجها فصارت حراما عليه حسب القانون الجاهلي، فجاءت الى الرسول(ص) تشكو اليه ماحدث،وان ذلك القانون ظالم وانها تحب زوجها ولاتريد مفارقته،فطلبت من الرسول (ص) ان يجد لها حلا اسلاميا شرعيا فاخبرها(ص)بان ليس لديه حل آني، وانه ينتظر الامر من الله تعالى، فاخذت تجادل الرسول(ص) حتى جاء جبريل بالامر الالهي فقال(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله، والله يسمع تحاوركما،ان الله سميع بصير) (المجادلة:1).
فهنا نرى الرسول (ص) قد استمع الى شكوى هذه المرأة ولم يطردها او يغضب من جدالها. ان الله تعالى لم يلمها او يقلل من شأنها لانها تجادل الرسول (ص) بل جاءت الآية لتقرر ان الله تعالى نفسه كان يستمع لها وللحوار بينها وبين الرسول (ص). وكان الرسول هو رئيس الدولة ايضا، والمرأة احدى الصحابيات المؤمنات من عامة الشعب. وهذا يشير الى دور المرأة في المجتمع الاسلامي، حيث كانت النساء يشاركن في الأمور الاجتماعية بل والسياسية. فقد بايعت النساء المسلمات الرسول (ص) وأمره الله تعالى بقبول بيعتهن حيث يقول (يا أيها النبي اذا جاءك المؤمنات يبايعنك.. فيبايعهن واستغفر لهن الله) (الممتحنة: 12).
التطورات التاريخية لحرية التعبير
على مر العصور شهد المجتمع الاسلامي تطورات سياسية وفكرية كبيرة فبعد وفاة الرسول (ص) بقى الحكم اقرب للنظام الجمهوري حيث تم اختيار اربعة خلفاء بأساليب متنوعة، ولم يكن بينهم قرابة عائلية، واستمر العهد الراشدي تسعة وعشرين عاما (632 ـ 661م) ثم تحول نظام الحكم الاسلامي الى نظام ملكي وراثي بدءاً من الدولة الاموية (661 ـ 750م) ثم الدولة العباسية (650 ـ 1258م) ثم الدولة الفاطمية (1261 ـ 1516م) الى الدولة العثمانية (1299 ـ 1924م).
وخلال هذه العهود الطويلة لم يتجسد البناء النظري لحرية التعبير، التي كفلها القرآن الكريم، على ارض الواقع الا نادراً في ظل تلك الانظمة الدكتاتورية. صحيح ان هناك بعض الحوادث المنفردة التي ارتفع فيها صوته معارض بوجه الخليفة او ولاته وحكومته ولكن لم يقبل فيها ذلك الصوت الانادراً. ويعود ذلك الى طبيعة الخليفة وخلفيته الفكرية والسياسية والدينية وإلى طبيعة الصوت المعارض والظروف السياسية انذاك. ولكن بشكل عام لم توجد حرية تعبير في المجتمع الاسلامي الا في حدود ضيقة او في امور لا علاقة لها بالسياسة والسلطة. وللأسف بقيت المبادىء الاسلامية العظيمة التي تؤكد حرية التعبير مجرد افكار ونظريات.
ان هذه المبادىء الاسلامية لم تجد طريقها للتجسيد على ارض الواقع ولذلك ادت النزاعات السياسية الى صراعات مسلحة واعمال عسكرية بين المعارضة والسلطة. ولم يكن هناك خليفة او سلطان قادر على الاستماع الى نقد معارضية ومواقفهم الرافضة لحكمه. ولذا صار الموت هو الاسلوب الوحيد لانتقال السلطة من خليفة الى آخر سواء بالموت الطبيعي وصعود ولي العهد او الانقلاب العسكري واغتيال الخليفة او مؤامرة داخل البلاط تنجح في قتله او عزله. وفي ظل ذلك القمع السياسي المنظم لم يكن بالامكان ان يعبر الناس عن آرائهم بحرية، فاضطروا الى العنف والقوة
الخلفية النظرية لحرية التعبير
يتضمن القران الكريم والسنة المطهرة الكثير من النصوص التي تؤكد بوضوح على حرية التعبير. والتاكيد على امرين لاينفصلان هما: ان القرآن الكريم يقر بتعددية الاراء وتنويعها حيث يقول تعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولايزالون مختلفين) (هود118). اي ان الاختلاف بين البشر ليس امر طبيعيا فحسب بل انه امر ايجابي، وانه يحدث بمشيئة الله تعالى. كما يعترف القران الكريم بان اختلاف الاراء سيؤدي الى التنازع والصراع، اذ يقول سبحانة وتعالى (فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول) (النساء:59). اي اذا ماوجد اختلاف او نزاع سياسي او ديني او اجتماعي فيجب العودة الى القرآن والسنة المطهرة لحل هذا الاختلاف. ولكن في كل الاحوال يجب ان تكون هناك اراء متعددة في المجتمع الاسلامي تعكس تنوعة وتياراته الفكرية، (الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب) (الزمر:18) فهناك اقوال واراء مختلفة في اية قضية يختار المسلم افضلها واحسنها فالقرآن يقر صراحة بوجود تعددية في الاقوال والالما استطاع المسلم ان يختار احدها.
الامر الثاني:هو ان يتمتع المجتمع ،رجالا ونساء بالحرية في التعبير عن ارائهم وموقفهم، حيث يقول تعالى (المؤمنين والمؤمنات بعضهم اولياء بعض،يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) (التوبة:71) اي ان المجتمع الاسلامي بشقية الرجولي والنسوي يتمتع بحرية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لايقتصر على الامور الدينية والعبادات والعقائد بل كل النشاط الانساني في التفكير والنقد والمعارضة وتقييم الامور السياسية والثقافية والاقتصادية.
يحدثنا القرآن الكريم عن قصة المرأة المسلمة التي ظاهرها زوجها فصارت حراما عليه حسب القانون الجاهلي، فجاءت الى الرسول(ص) تشكو اليه ماحدث،وان ذلك القانون ظالم وانها تحب زوجها ولاتريد مفارقته،فطلبت من الرسول (ص) ان يجد لها حلا اسلاميا شرعيا فاخبرها(ص)بان ليس لديه حل آني، وانه ينتظر الامر من الله تعالى، فاخذت تجادل الرسول(ص) حتى جاء جبريل بالامر الالهي فقال(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله، والله يسمع تحاوركما،ان الله سميع بصير) (المجادلة:1).
فهنا نرى الرسول (ص) قد استمع الى شكوى هذه المرأة ولم يطردها او يغضب من جدالها. ان الله تعالى لم يلمها او يقلل من شأنها لانها تجادل الرسول (ص) بل جاءت الآية لتقرر ان الله تعالى نفسه كان يستمع لها وللحوار بينها وبين الرسول (ص). وكان الرسول هو رئيس الدولة ايضا، والمرأة احدى الصحابيات المؤمنات من عامة الشعب. وهذا يشير الى دور المرأة في المجتمع الاسلامي، حيث كانت النساء يشاركن في الأمور الاجتماعية بل والسياسية. فقد بايعت النساء المسلمات الرسول (ص) وأمره الله تعالى بقبول بيعتهن حيث يقول (يا أيها النبي اذا جاءك المؤمنات يبايعنك.. فيبايعهن واستغفر لهن الله) (الممتحنة: 12).
التطورات التاريخية لحرية التعبير
على مر العصور شهد المجتمع الاسلامي تطورات سياسية وفكرية كبيرة فبعد وفاة الرسول (ص) بقى الحكم اقرب للنظام الجمهوري حيث تم اختيار اربعة خلفاء بأساليب متنوعة، ولم يكن بينهم قرابة عائلية، واستمر العهد الراشدي تسعة وعشرين عاما (632 ـ 661م) ثم تحول نظام الحكم الاسلامي الى نظام ملكي وراثي بدءاً من الدولة الاموية (661 ـ 750م) ثم الدولة العباسية (650 ـ 1258م) ثم الدولة الفاطمية (1261 ـ 1516م) الى الدولة العثمانية (1299 ـ 1924م).
وخلال هذه العهود الطويلة لم يتجسد البناء النظري لحرية التعبير، التي كفلها القرآن الكريم، على ارض الواقع الا نادراً في ظل تلك الانظمة الدكتاتورية. صحيح ان هناك بعض الحوادث المنفردة التي ارتفع فيها صوته معارض بوجه الخليفة او ولاته وحكومته ولكن لم يقبل فيها ذلك الصوت الانادراً. ويعود ذلك الى طبيعة الخليفة وخلفيته الفكرية والسياسية والدينية وإلى طبيعة الصوت المعارض والظروف السياسية انذاك. ولكن بشكل عام لم توجد حرية تعبير في المجتمع الاسلامي الا في حدود ضيقة او في امور لا علاقة لها بالسياسة والسلطة. وللأسف بقيت المبادىء الاسلامية العظيمة التي تؤكد حرية التعبير مجرد افكار ونظريات.
ان هذه المبادىء الاسلامية لم تجد طريقها للتجسيد على ارض الواقع ولذلك ادت النزاعات السياسية الى صراعات مسلحة واعمال عسكرية بين المعارضة والسلطة. ولم يكن هناك خليفة او سلطان قادر على الاستماع الى نقد معارضية ومواقفهم الرافضة لحكمه. ولذا صار الموت هو الاسلوب الوحيد لانتقال السلطة من خليفة الى آخر سواء بالموت الطبيعي وصعود ولي العهد او الانقلاب العسكري واغتيال الخليفة او مؤامرة داخل البلاط تنجح في قتله او عزله. وفي ظل ذلك القمع السياسي المنظم لم يكن بالامكان ان يعبر الناس عن آرائهم بحرية، فاضطروا الى العنف والقوة
عدل سابقا من قبل في السبت يناير 13, 2007 7:45 am عدل 1 مرات
رد: حرية التعبير في الاسلام
موضوع جداً هام لمعرفة حدود الحرية في الاسلام
شكرأللأخت بنت الهدى على الموضوع المفيد
شكرأللأخت بنت الهدى على الموضوع المفيد
رد: حرية التعبير في الاسلام
شكرا يا ( بنت الهدى )ماشاء الله عليكي دقيقه مره في هذا الموضوع ومعلومات واضحه وانشاء الله الى الأمام من هذي المواضيع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى