منتــديات الراية الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

ايقونات جديد وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله

مُساهمة من طرف سيف الاشتر السبت مارس 17, 2007 11:13 am

السلام عليك يارسول الله ، السلام عليك يانبي الله ، السلام عليك يامحمد بن عبد الله ،



السلام عليك يا خاتم النبيين ، أشهد أنك قد بلَّغت الرسالة ، واقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ،


وامرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وعبدت الله مخلصاً حتى أتاك اليقين ، فصلوات الله



عليك و رحمته وعلى أهل بيتك الطاهريـن .



نبي الهدى أحمد لم يزل ير الباس من قومه المعضلا



فيغضي بجفنيه فوق القذى ومن بعضهم يكظم الحنظلا



حتى قضى مستمل الحياة وحق لاحمد أن يمللا






الحمد لله باعث الرسل رحمة للعالمين و جاعلهم مبشرين و منذرين واختص محمداً



صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة على الخلق أجمعيـن و شرفه على جميع الأنبيـاء



والمرسليـن صلى الله عليه وآله وسلم صلاة تتعاقب بتعاقب السنيـن وتدوم بدوام الدنيا



والديـن وعلى وصيه و وزيره أمير المؤمنيـن علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى ذريته



الطيبيـن الطاهريـن المظلوميـن المضطهديـن


* في تغسيل النبي و تكفينه و الصلاة عليه و دفنه *







بالمغتسل مدوا جسـد سيد الكونيـن ورتجت أركان المدينة شمال و يمين



على المغتسل ممدود و الناس ابكيهم خافوا من الضجة البسيطة تموج بيهم



خافوا من الضجة السما توقع عليهم كادت بتوقع ولمسكها مشيد الديـن



مهو عجب لو ماجت السبع العلية لو ماجت الاكوان كلها و الوطية



ممدود فاق المغتسل والكل محزون باقي يغسله المرتضى هزاز لحصون



مدري يغسله بماي لو بدمع لعيـون لنه الدمع يجري من العينين كالعيـن



لمن كمل غسله ولف في أكفانه صلى عليه المرتضى والحسن والحسيـن



والناس في ضجات كلمن رافع الصوت يبكوا على فقده وخاف على الصلاة تفوت



كلمن ينادي كان فاتتني ابموت صلوا عليه لكن ماهو كلهم فرد حيـن



تفرغ جماعة وبعدها تصلي جماعة صلوا بجمعتهم على راعي الشفاعـة



ماحد تأخر غيرهاتيك الجماعة لنهم اشتغلوا في السقيفة يامسلمين



يوم الذي صلوا على اللي طاب ريحه شالوه ياشيعة او واره بضريحه



وأبقى يحـن المرتضى ابكبد جريحه يصفق براحاته ويجري دمعة العيـ



ياعظيم ياالله – ياعليم ياالله – ياكريم ياالله – ياحليم ياالله – ياحكيم ياالله



ياسميع ياالله – يابصير ياالله – ياقريب ياالله – يامجيب ياالله – ياجواد يالله



ياماجد ياالله – يامليُّ ياالله – ياوفيُّ ياالله – يامولى ياالله – ياقاضي ياالله



ياسريع ياالله – ياشديد ياالله – يارؤوف ياالله – يارقيب ياالله – يامجيد ياالله



ياحفيظ ياالله – ياسيد السادات ياالله







بحق محمدٍ وآل محمد المظلوميـن صلي ياربي و سلم على محمدٍ وآل محمد المظلوميـن



عدد ما أحاط به علمك يا أرحم الراحميـن



وأرحمنا بهم و بحقهم في الدنيا و الآخرة ياكريم ياالله



وأرزقنا زيارتهم و موالاتهم وطاعتهم وفي الآخرة أرزقنا شفاعتهم



وأرزقنا البراءة من أعدائهم و قاتليهم و ظالميهم في الدنيا و الآخرة



برحمتك يا أرحم الراحميـن

هذه الكلمات أهداء إلى سيدي و سيد الكونين خاتم الأنبياء و المرسليـن محمد بن عبدالله (ص) .
سيف الاشتر
سيف الاشتر
مــديــر المنتدى
مــديــر المنتدى

عدد الرسائل : 375
بلد الأقامة : السعـــوديـــة
تاريخ التسجيل : 24/11/2006

https://rayihforums.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ايقونات جديد رد: وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله

مُساهمة من طرف سيف الاشتر السبت مارس 17, 2007 11:16 am

ارجوا من اخواني الا عضاء المشاركة في هذا الموضوع والتعبير عن حزنهم الشديد بفقدان سيد البشريه صلى الله عليه وآله ولو بصرخة ( وامحــــــــــــــــــــــمداه )
سيف الاشتر
سيف الاشتر
مــديــر المنتدى
مــديــر المنتدى

عدد الرسائل : 375
بلد الأقامة : السعـــوديـــة
تاريخ التسجيل : 24/11/2006

https://rayihforums.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ايقونات جديد رد: وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله

مُساهمة من طرف الاحسائي السبت مارس 17, 2007 2:19 pm

عظم الله لك الاجر يامولاي ياصاحب الزمان بهذه المصيبة وما اعظمها من مصيبة
و عظم الله لكم الاجر أخوني المومنون


------------------------------

سوف تطول مقالتي ولكن أود أن اكتب لكم الأحداث التي حدثت في أخر حياة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام


------------------------------


عندما تحقق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من دنو أجله فخاف توثب المنافقين على الأمر
فجعل يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده والخلاف عليه ويؤكد
وصايتهم بالتمسك بسنته والإجماع عليها والوفاق ويحثهم على الاقتداء بعترته والطاعة
لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الاختلاف
والارتداد.

ثم إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) عقد لأسامة بن زيد مولاه الراية وأمرّه على أكثر المهاجرين
والأنصار وندبه إلى الخروج بشهم إلى الوجه الذي قتل أبوه فيه من بلاد الروم واجتمع
رأيه (صلى الله عليه وآله وسلم) على إخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والأنصار حتى
لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرئاسة ويطمع في التقدم على الناس
بالإمارة فيتم الأمر لأمير المؤمنين (عليه السلام) فلا ينازعه هناك منازع فجد في
إخراجهم.

وأمر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف وحث الناس على الخروج والمسير معه وحذرهم من
التلوّم والإبطاء عنه فبينا هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي
فيها.

فلما أحس (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمرض أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) واتبّعه جماعة
من الناس وتوجه إلى البقيع وقال: إنني قد أمرت بالاستغفار لأهل البقيع فلما جاءهم
قال: السلام عليكم أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس. أقبلت الفتن
كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ثم استغفر لأهل البقيع
طويلاً.

وأقبل على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: إن جبرئيل (عليه السلام) كان يعرض عليّ القرآن كل سنة
مرة وقد عرضه عليّ العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلي ثم قال: يا علي إني خيرت
بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة فاخترت لقاء ربي والجنة، فإذا أنا مت فاستر
عورتي فإنه لا يراه أحد إلا أكمه.

ثم عاد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى منزله فمكث ثلاثة أيام موعوكاً ثم خرج (صلى الله عليه
وآله وسلم) إلى المسجد معصوب الرأس معتمداً على أمير المؤمنين (عليه السلام) بيمنى
يديه وعلى الفضل بن العباس باليد الأخرى حتى صعد المنبر فجلس
عليه.

ثم قال: معاشر الناس قد حان مني خفوف من بين أظهركم فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إياه ومن
كان له عليّ دين فليخبرني به. معاشر الناس ليس بين الله وبين أحد شيء يعطيه به
خيراً أو يصرف عنه به شراً إلا العمل أيها الناس لا يدّعي مدّعٍ ولا يتمنى متمنٍ
والذي بعثني بالحق نبياً لا ينجي إلا عمل مع رحمة ولو عصيت لهويت. اللهم هل بلغت ثم
نزل وصلى بالناس صلاة خفيفة.

ثم دخل بيته وكان ذاك في بيت أم سلمة (رضي الله عنها) فأقام به يوماً أو يومين فجاءت عائشة
إليها تسألها أن تنتقله إلى بيتها لتتولى تعليله وسألت أزواج النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) فأذن لها فانتقل إلى البيت الذي أسكنه عائشة.

وفي رواية أخرى: فلما صلى عاد إلى منزله فقال لغلامه (الظاهر أنه ثوبان): اجلس على الباب ولا
تحجب أحد من الأنصار وتجلاه الغشي وجاءت الأنصار فأحدقوا بالباب وقالوا: ائذن لنا
على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هو مغشي عليه وعنده نسائه. فجعلوا
يبكون فسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) البكاء.

فقال: من هؤلاء؟

قالوا: الأنصار.

فقال: من هي هنا من أهل بيتي؟

قالوا: علي والعباس.

فدعاهما وخرج متوكأ عليهما فاستند إلى جذع من اساطين مسجده وكان الجذع جريد نخلة فاجتمع الناس
وخطب.

وقال في كلامه: إنه لم يمت نبي قط إلا خلف تركة وقد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي فمن
ضيعهم ضيعه الله إلا وإن الأنصار كرشي وعيبتي التي أوى إليها وإني أوصيكم بتقوى
الله والإحسان إليهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم.

ثم دعا أسامة بن زيد فقال: سر على بركة الله والنصر والعافية حيث أمرتك بمن أمرتك
عليه.

وكان قد أمره على جماعة من المهاجرين والأنصار فيهم أبو بكر وعمر وجماعة من المهاجرين الأولين
وأمره أن يغيروا على مؤنة أدنى فلسطين.

فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم) أسامة: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أتأذن لي في المقام
أياماً حتى يشفيك الله فإني متى خرجت وأنت على هذه الحالة خرجت وفي قلبي منك
قرحة.

فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): أنفذ يا أسامة، فإن القعود عن الجهاد لا يجب ـ أي لا يسقط في
حال من الأحوال ـ فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الناس طعنوا في
عمله.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلغني أنكم طعنتم في عمل أسامة وفي عمل أبيه من قبل وأيم
الله إنه لخليق بالإمارة وإن أباه كان خليقاً بها وإنه من أحب الناس إلي فأوصيكم به
خيراً فلئن قلتم في إمارته فلقد قال قائلكم في إمارة أبيه.

وخرج أسامة من يومه حتى عسكر على رأس فرسخ من المدينة ونادى منادي رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) أن لا يتخلف عن أسامة أحد ممن أمّرته عليه.

فلما رأوا مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تباطأوا عما أمرهم (صلى الله عليه وآله وسلم)
من الخروج فأمر قيس بن عادة ـ وكان سياف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ
والحباب ابن المنذر في جماعة من الأنصار يرحلوا بهم إلى عسكرهم فأخرجهم قيس بن سعد
والحباب بن المنذر حتى ألحقاهم بعسكرهم وقالا لأسامة: إن رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) لم يرخص لك في التخلف فسر في وقتك هذا ليعلم رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) ذلك.

فارتحل بهم أسامة وانصرف قيس والحباب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعلماه برحلة
القوم فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لهما: إن القوم غير
سائرين.

قال وخلا أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بأسامة وجماعة من أصحابه فقالوا إلى أين تنطلق وتخلي المدينة
ونحن أحوج ما كنا إليها وإلى المقام بها.

فقال لهم: وما ذلك؟ قالوا: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نزل به الموت والله لئن
خلينا المدينة لتحدثن بها أمور لا يمكن إصلاحها، ننظر ما يكون من أمر رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم المسير بين أيدينا.

قال فرجع القوم إلى معسكر الأول وأقاموا به وبعثوا رسولاً يتعرف لهم أمر رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) فأتى الرسول إلى عائشة فسألها عن ذلك سراً فقالت: أمض إلى أبي وعمر ومن
معهما وقل لهما إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ثقل فلا يبرحن أحد منكم
وأنا أعلمكم بالخبر وقتاً بعد وقت.

واشتدت علة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدعت عائشة صهيباً فقالت أمض إلى أبي بكر
وأعلمه أن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في حال لا يرجى فهلمّ إلينا أنت وعمر
وأبو عبيدة ومن رأيتم أن يدخل معكم وليكن دخولكم في الليل
سراً.

قال فأتاهم الخبر فأخذوا بيد صهيب فأدخلوه إلى أسامة فأخبروه الخبر وقالوا له: كيف ينبغي لنا
أن نتخلف عن مشاهدة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ واستأذنوه في الدخول فأذن
لهم وأمرهم أن لا يعلم بدخولهم أحد وإن عوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
رجعتم إلى عسكركم وإن حدث حادث الموت عرّفونا ذلك لنكون في جماعة
الناس.

فدخل أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ليلاً المدينة ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ثقل فأفاق
بعض الإفاقة فقال: لقد طرق ليلتنا هذه المدينة شر عظيم فقيل له: وما هو يا رسول
الله؟ فقال: إن الذين كانوا في جيش أسامة قد رجع منهم نفر يخالفون عن أمري ألا إني
إلى الله منهم بريء ويحكم نفذوا جيش أسامة. فلم يزل يقول ذلك حتى قالها مرات
كثيرة.

قال وكان بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤذن بالصلاة في كل وقت صلاة فإن قدر
(صلى الله عليه وآله وسلم) على الخروج تحامل وخرج وصلى بالناس وإن هو لم يقدر على
الخروج أمر علي بن أبي طالب (عليه السلام) فصلى بالناس وكان علي بن أبي طالب (عليه
السلام) والفضل بن العباس لا يزايلانه (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه
ذلك.

فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ليلته تلك التي قدم فيها القوم الذين كانوا تحت
يد أسامة أذّن بلال ثم أتاه يخبره كعادته فوجده قد ثقل فمنع من الدخول
إليه.

فأمرت عائشة صهيباً أن يمضي إلى أبيها فيعلمه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ثقل في
مرضه وليس يطيق النهوض إلى المسجد وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) قد شغل به
وبمشاهدته عن الصلاة بالناس فأخرج أنت إلى المسجد فصل بالناس فإنها حالة تهنئك وحجة
لك بعد اليوم.

قال فلم يشعر الناس وهم في المسجد ينتظرون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو علياً يصلي
بهم كعادته (صلى الله عليه وآله وسلم) التي عرفوها في مرضه (صلى الله عليه وآله) إذ
دخل أبو بكر المسجد وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد ثقل وقد أمرني أن
أصلي بالناس.

فقال له رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأنَّى لك ذلك وأنت في جيش أسامة ولا والله
لا أعلم أحداً بعث إليك ولا أمرك بالصلاة.

ثم نادى الناس بلال فقال: على رسلكم رحمكم الله لأستأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذلك ثم
أسرع حتى أتى الباب فدقه دقاً شديداً فسمعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما هذا
الدق العنيف فانظروا ما هو.

قال فخرج الفضل بن العباس ففتح الباب فإذا بلال فقال: ما وراؤك يا بلال؟ فقال: إن أبا بكر قد دخل
المسجد وقد تقدم حتى وقف في مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزعم أن رسول الله
(صلى الله عليه وآله) أمره بذلك.

فقال: أوليس أبو بكر مع جيش أسامة، هذا هو والله الشر العظيم طرق البارحة المدينة لقد أخبرنا
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك ودخل الفضل وأدخل بلالاً معه فقال (صلى الله
عليه وآله) ما وراؤك يا بلال؟ فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)
الخبر.

فقال (صلى الله عليه وآله): أقيموني أقيموني أخرجوا بي إلى المسجد والذي نفسي بيده قد نزلت
بالإسلام نازلة وفتنة عظيمة من الفتن. وفي رواية المفيد وغيره أنه لما أوذن رسول
الله (صلى الله عليه وآله) بنداء بلال فقال: يصلي بالناس بعضهم فإني مشغول
بنفسي.

فقالت عائشة: مروا أبا بكر وقالت حفصة: مروا عمر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين سمع
كلامهما ورأى حرص كل واحدة منهما على التنويه بأبيها وافتنانهما بذلك ورسول الله
(صلى الله عليه وآله) حي: أكفنن فإنكن صويحبات يوسف.


روى ابن أبي الحديد عن شيخه يوسف بن إسماعيل اللمعاني أن علياً (عليه السلام) كان ينسب عائشة
إلى أنها أمرت بلالاً أن يأمر أبا بكر بأن يصلي بالناس وأن رسول الله (صلى الله
عليه وآله) قال: ليصل بهم رجل ولم يعين أحداً.

فقالت: مر أبا بكر يصلي بالناس وكان (عليه السلام) يذكر ذلك لأصحابه في خلواته كثيراً ويقول إنه
لم يقل إنكن كصويحبات يوسف إلا إنكاراً لهذه الحال وغضباً منه لأنها وحفصة بادرتا
إلى تعيين أبويهما وإنه استدركها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخروجه وصرفه عن
المحراب.

أقول: قيل في معنى قوله (صلى الله عليه وآله) إنكن صويحبات يوسف أنهن لما افتتن بأسرهن بحبه
وأرادت كل واحدة منهم مثل ما أرادته صاحبتها فأشبهت حالهن حال عائشة في تقديمها
أباها للصلاة للتجمل والشرف بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولما يعود بذلك
عليها وعلى أبيها من الفخر وجميل الذكر.

ثم خرج (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوب الرأس يتهادى بين علي (عليه السلام) والفضل بن العباس
ورجلاه يجران في الأرض حتى دخل المسجد وأبو بكر قائم في مقام رسول الله (صلى الله
عليه وآله) وقد أطاف به عمرو أبو عبيدة وسالم وصهيب والنفر الذين دخلوا أكثر الناس
قد وقفوا عن الصلاة ينتظرون ما يأتي بلال.

فلما رأى الناس رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد دخل المسجد وهو بتلك الحالة العظيمة من المرض
أعظموا ذلك وتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجذب أبا بكر من ورائه فنحاه عن
المحراب واقبل أبو بكر والنفر الذين كانوا معه فتواروا خلف رسول الله (صلى الله
عليه وآله).

وأقبل الناس فصلوا خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو جالس وبلال يسمع الناس التكبير حتى
قضى صلاته ثم التفت فلم ير أبا بكر فقال أيها الناس: ألا تعجبون من ابن أبي قحافة
وأصحابه الذين أنفذتهم وجعلتهم تحت يد أسامة وأمرتهم بالمسير إلى الوجه الذي وجهوا
إليه فخالفوا ذلك ورجعوا إلى المدينة ابتغاء الفتنة إلا وإن الله قد أركسهم فيها
أعرجوا بي إلى المنبر.

فقام وهو منهوك حتى قعد على أدنى مرقاة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس قد جاءني من
أمر ربي ما الناس إليه صائرون وإني قد تركتكم على الحجة الواضحة ليلها كنهارها فلا
تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل أيها الناس إنه لا أحل لكم
إلا ما أحله القرآن ولا أحرم عليكم إلا ما حرمه القرآن وإني مخلف فيكم الثقلين ما
إن تمسكتم بهما لن تضلوا ولن تزلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي هما الخليفتان فيكم
وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فأسألكم بماذا خلفتموني فيهما وليذاد يومئذ
رجال عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل فتقول رجال أنا فلان وأنا فلان فأقول: أما
الأسماء فقد عرفت ولكنكم ارتددتم من بعدي فسحقاً لكم ثم نزل عن المنبر وعاد إلى
حجرته.

قال المفيد: فلما انصرف إلى منزله استدعى أبا بكر وعمر وجماعة من حضر بالمسجد من المسلمين ثم
قال: ألم أمركم أن تنفذوا جيش أسامة؟ فقالوا: بلى يا رسول الله. قال: فلم تأخرتم عن
أمري؟ قال أبو بكر: إني خرجت ثم رجعت لأجدّد بك عهداً، وقال عمر: يا رسول الله إني
لم أخرج لأنني لم أحب أن أسأل عنك الركب.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): نفذوا جيش أسامة نفذوا جيش أسامة ـ يكررها ثلاث مرات ـ ثم
أغمي عليه من التعب الذي لحقه والأسف فمكث هنيئة مغمى عليه وبكى المسلمون وارتفع
النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضر من المسلمين فأفاق رسول الله
(صلى الله عليه وآله) فنظر إليهم.

ثم قال: ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً. ثم أغمي عليه فقام بعض من حضره
يلتمس دواة وكتفاً فقال له عمر: إرجع فإنه يهجر، فرجع وندم من حضر على ما كان منهم
من التضجيع في إحضار الدواة والكتف وتلاوموا بينهم وقال: بعضهم ألا نأتيك بدواة
وكتف يا رسول الله؟ فقال: أبعد الذي قلتم، لا ولكني أوصيكم بأهل بيتي خيراً. وأعرض
عن القوم، فنهضوا.

-----------------------------------
سوف أكمل لكم الاحداث الليلة انشاء الله وعذرا على الاطالة
لكن حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تستحق أكثر و أكثر من هذه الكلام
ومهم قلنه عنه سنبقى مقصرين




الاحسائي
الاحسائي
المشرف العام
المشرف العام

عدد الرسائل : 624
بلد الأقامة : السعـــوديـــة
تاريخ التسجيل : 27/12/2006

http://www.kfupm.edu.sa

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ايقونات جديد رد: وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله

مُساهمة من طرف بنت الهدى الأحد مارس 18, 2007 1:05 pm


عظم الله لكم بوفاة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

وأحسنت أخوي الأحسائي على الموضوع الرائع
بنت الهدى
بنت الهدى
مشرفة منتدى المـرأة
مشرفة منتدى المـرأة

عدد الرسائل : 89
تاريخ التسجيل : 27/11/2006

https://rayihforums.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ايقونات جديد رد: وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله

مُساهمة من طرف الاحسائي الأحد مارس 18, 2007 10:08 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
نكمل معكم الجزء الثاني من الاحداث الحزينة للفاجعة العظيمة

-----------------------------------------------
روى المخالفون أنه سمع ابن عباس يقول: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بلّ دمعه الحصى فقال: اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعه يوم الخميس فقال: ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لم تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي حسبنا يكتب كتاب تنازع فقالوا: هجر رسول الله (صلى الله عليه
وآله).

وفي خبر آخر أنه قال عمر: النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن الله، حسبنا كتاب الله فاختلف أهل ذلك البيت واختصموا منهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول القول: ما قال عمر، فلما كثر اللغط والاختلاف عند النبي قال: قوموا.

فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.

روى ابن أبي الحديد في الجزء الثاني عشر من شرحه عن ابن عباس قال: خرجت مع عمر إلى الشام فانفرد يوماً يسير على بعير فاتبعته فقال لي: يا بن عباس أشكو إليك ابن عمك سألته أن يخرج معي فلم يفعل ولا ازال أراه واجداً، فيما تظن موجدته؟

قلت: يا أمير المؤمنين إنك لتعلم، قال أظنه لا يزال كئيباً لفوت الخلافة. قلت: هو ذاك إنه يزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أراد الأمر له فقال: يا ابن عباس وأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأمر له فكان. ماذا إذا لم يرد الله تعالى ذلك إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أراد أمراً وأراد الله غيره فنفذ مراد الله ولم ينفذ مراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو كلما أراد رسول الله إسلام عمه ولم يرده الله تعالى فلم يُسلم.

قال وقد روي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ وهو قوله: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أراد أن يذكره للأمر في مرضه فصددته عنه خوفاً من الفتنة وانتشار أمر الإسلام فعلم رسول الله ما في نفسي وأمسك وأبى الله إلا إمضاء ما حتم.

وروى أيضاً عن ابن عباس قال: دخلت على عمر في أول خلافته وقد ألقى له صاع من تمر على خصفة فدعاني إلى الأكل فأكلت تمرة واحدة وأقبل يأكل حتى أتى عليه ثم شرب من جرة كانت عنده واستلقى على مرفقة له وطفق يحمد الله يكرر ذلك.

ثم قال من أين جئت يا عبد الله؟ قلت: من المسجد قال: كيف خلفت ابن عمك؟ ـ فظننته يعني عبد الله بن جعفر ـ قلت: خلفته يلعب مع أترابه قال: لم ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت. قلت: خلفته يمتح بالغرب (أي الدلو العظيمة) على نخيلات من فلان ويقرأ القرآن. قال: يا عبد الله عليك دماء البدن إن كتمتنيها، هل بقي في نفسه شيء من أمر
الخلافة؟

قلت: نعم. قال: أيزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نص عليه؟ قلت: نعم، وأزيدك: سألت أبي عما يدعيه فقال: صدق فقال عمر: لقد كان من رسول الله في أمره ذرؤ (أي ارتفاع) من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذراً ولقد كان يزيغ في أمره وقتاماً ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعته من ذلك إشفاقاً وحيطة على الإسلام لا ورب هذه البينة لا تجتمع عليه قريش أبداً ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أني علمت ما في نفسه فأمسك وأبى الله إلا إمضاء ما حتم.

قال الراوي فلما نهض القوم بقي عنده العباس والفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وأهل بيته خاصة.

فقال له العباس: يا رسول الله إن يكن هذا الأمر فينا مستقراً من بعدك فبشرنا وإن كنت تعلم أنا نغلب عليه فأوصي بنا فقال: أنتم المستضعفون من بعدي. وصمت فنهض القوم وهم يبكون قد يئسوا من النبي (صلى الله عليه وآله).

فلما خرجوا من عنده قال: ردوا عليّ أخي وعمي فأنفذوا من دعاهما فحضرا فلما استقر بهما المجلس قال (صلى الله عليه وآله) يا عم رسول الله تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني.

فقال العباس: يا رسول الله عمك شيخ كبير ذو عيال كثير وأنت تباري الريح سخاءً وكرماً وعليك وعدلاً ينهض به عملك فأقبل على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: يا أخي تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي عني ديني وتقوم بأمر أهلي من بعدي.

قال فخنقته العبرة ولم يستطع أن يجيبه ولقد رأى رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذهب ويجيء في حجره ثم أعاد عليه فقال له علي: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أدن مني فدنا منه فضمه إليه ثم نزع خاتمه من يده فقال له: خذ هذا فضعه في يدك ودعى بسيفه ودرعه وجميع لامته فدفع ذلك إليه والتمس عصابة كان يشدها على بطنه إذا لبس سلاحه وخرج إلى الحرب فجيء بها إليه فدفعها إلى أمير المؤمنين وقال له: أمض على اسم الله إلى منزلك.

وفي رواية (علل الشرايع) و(أمالي الشيخ) أن ذلك كان بمحضر من المهاجرين الأنصار. وقال لبلال أيضاً: ائت ببغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسرجها ولجامها فأتى بها ثم قال: قم يا علي فاقبض بشهادة من المهاجرين والأنصار حتى لا ينازعك فيه أحد من بعدي قال: فقام علي (عليه السلام) وحمل ذلك حتى استودعه منزله ثم رجع.

فقال (صلى الله عليه وآله): يا علي أجلسني قال علي (عليه السلام): فأجلسته وأسندته إلى صدري قال علي (عليه السلام) فلقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن رأسه ليثقل ضعفاً وهو يقول: ليستمع أقصى أهل البيت وأدناهم أن أخي ووصييي ووزيري وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب يقضي ديني وينجز موعدي يا بني هاشم يا بني عبد المطلب لا تبغضوا علياً ولا تخالفوا عن أمره فتضلوا ولا تحسدوه وترغبوا عنه فتكفروا يا علي أضجعني فأضجعته.

وفي رواية الشيخ وغيره قال (صلى الله عليه وآله) لبلال: يا بلال ائتني بولدي الحسن والحسين فانطلق فجاء بهما فأسندهما إلى صدره فجعل يشمهما قال علي (عليه السلام): فظننت أنهما قد غمّاه ـ يعني أكرباه ـ فذهبت لآخذهما عنه فقال: دعهما يا علي يشماني وأشمهما ويتزوَّدا مني وأتزود منهما فسيلقيان من بعدي زلزالاً وأمراً عضالاً فلعن الله من يخيفهما اللهم إني استودعكهما وصالح المؤمنين.

وفي رواية (كشف الغمة) عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: أيها الناس يوشك أن أقبض سريعاً فينطلق بي وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب الله ربي وعترتي أهل بيتي. ثم أخذ بيد علي (عليه السلام) فرفعه فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، خليفتان نصيران لا يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فأسألهما ماذا خلفت فيهما.

روى عيسى بن المستفاد في كتاب (الوصية) عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) عن أبيه علي (عليه السلام) ما رواه عنه، السيد بن طاووس في كتاب (الطرف) ما ملخصه أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا الأنصار وقال: يا معشر الأنصار قد حان الفراق وقد دعيت وأنا مجيب الداعي وقد جاورتم فأحسنتم النصرة وواسيتم في الأموال ووسعتم في المسلمين وبذلتم لله مهج النفوس والله يجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى وقد بقيت واحدة وهي تمام الأمر وخاتمة العمل، العمل معها مقرون إني أرى أن لا افتراق بينهما لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست، من أتى بواحدة وترك الأخرى كان جاحداً للأولى ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً.

فسألوه عنه فقال لهم: كتاب الله وأهل بيتي واحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ثم أكد (صلى الله عليه وآله) الوصاية في أهل بيته ثم قال: منهم وصيي وأميني ووارثي وهو مني بمنزلة هارون من موسى ألا هل بلغت معاشر الأنصار ألا فاسمعوا ومن حضر ألا إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي فمن هتكه فقد هتك حجاب الله.

قال الراوي: فبكى أبو الحسن طويلاً وقطع بقية كلامه وقال: هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، يا أمة (صلوات الله عليها).

في (كفاية النصوص) مسنداً عن أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي توفي فيه فقال: يا أبا ذكر ائتني بابنتي فاطمة قال: فقمت ودخلت عليها وقلت: يا سيدة النسوان أجيبي أباك قال: فلبست جلبابها وخرجت حتى دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما رأت رسول الله (صلى الله عليه وآله) انكبت عليه وبكت وبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبكائها وضمها إليه.

ثم قال: يا فاطمة لا تبكي فداك أبوك فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة وسوف تظهر بعدي حسيكة النفاق ويسمل جلباب الدين وأنت أول من يرد علي الحوض.

قالت: يا أبت أين القاك؟ قال: تلقيني عند الحوض وأنا أسقي شيعتك ومحبيك وأطرد أعداءك ومبغضيك قالت: يا رسول الله فإن لم ألقك عند الحوض؟ قال: تلقيني عند الميزان.

قالت: يا أبت فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: تلقيني عند الصراط وأنا أقول سلم سلم شيعة علي (عليه السلام).

قال أبو ذر: فسكن قلبها ثم ألتفت إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا أبا ذر إنها بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني...

قال الراوي: استأذن ابن عباس على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأذن له فلما دخل عليه قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله قد دنا أجلك قال: نعم يا بن عباس فقال: يا رسول الله فما تأمرني به؟

قال: يا ابن عباس خالف من خالف علياً ولا تكونن لهم ظهيراً ولا ولياً قال ابن عباس: يا رسول الله فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته.

فبكى (صلى الله عليه وآله) حتى أغمي عليه فلما أفاق قال: يا ابن عباس سبق الكتاب فيهم وعلي رمى والذي بعثني بالحق نبياً لا يخرج أحداً ممن خالفه من الدنيا وأنكر ولايته وحقه حتى يغير الله ما به من نعمة.

يا ابن عباس إذا أردت أن تلقى الله وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومل معه حيث ما مال وأرض به إماماً وعاد من عاداه ووال من والاه.

يا ابن عباس أحذر أن يدخلك فيه شك فإن الشك في علي كفر بالله.

ثم دخل عليه أصحابه يعودونه فلما اجتمعوا ذكر لهم كيفية غسله وتكفينه والصلاة عليه ووصي بذلك أمير المؤمنين (عليه السلام).

وكان فيما وصاه به أن يتولى هو غسله ولا يغسله غيره فيعمى بصره فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله إنك رجل ثقيل ولابد لي ممن يعينني قال فقال له: إن جبرئيل معك يعينك وليناولك الفضل بن العباس الماء وُمرْهُ فليعصب عينه فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه.

وقال (صلى الله عليه وآله) كما روي عن الصادق (عليه السلام): يا علي إذا أنا مت فاستق لي ست قرب من بئر غرس فغلسني وكفني وحنطني فإذا فرغت من غسلي فخذ بمجامع كفني وأجلسني ثم سلني عما شئت فوالله لا تسألني عن شيء إلا أجبتك.

وفي رواية الراوندي (رضي الله عنه) قال: وما أملي عليك فاكتب، قال الراوي لأبي عبد الله (عليه السلام): ففعل قال: نعم.

وفي رواية عيسى بن المستفاد قال (صلى الله عليه وآله): فإذا فرغت من غسلي فضعني على لوح وأفرغ عليّ من بئري بئر غرس أربعين دلواً مفتحة الأفواه أو قال: أربعين قربة ـ الشك من عيسى ـ.

قال (صلى الله عليه وآله): ثم ضع يدك يا علي على صدري وأحضر معك فاطمة والحسن والحسين من غير أن ينظروا إلى شيء من عورتي ثم تفهم ما كان وما هو كائن إن شاء الله، أقبلت يا علي؟ قال: نعم، قال: اللهم فاشهد.

قال: يا علي ما أنت صانع لو قد تأمر القوم عليك بعدي وتقدموا عليك وبعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة ثم لببت بثوبك تقاد كما يقاد الشارد من الإبل مذموماً (مزموماً خ ل) مخذولاً محزوناً مهموماً وبعد ذلك ينزل بهذه (أي بفاطمة) الذل.

قال: فلما سمعت فاطمة ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) صرخت وبكت فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبكائها وقال: يا بنية لا تبكين ولا تؤذين جلساءك من الملائكة هذا جبرئيل بكى لبكائك وميكائيل وصاحب سر الله إسرافيل يا بنية لا تبكين فقد بكت السموات والأرض لبكائك.

فقال علي: يا رسول الله أنقاد للقوم وأصبر على ما أصابني من غير بيعة لهم ما لم أصب أعواناً لم أُناجز القوم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم اشهد.

وروي أن جبرئيل نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحنوط وكان وزنه أربعين درهماً فقسمه رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثلاثة أجزاء، جزءاً له وجزءاً لعلي وجزءاً لفاطمة (صلوات الله عليها وسلامه عليهم).

وفي رواية عيسى بن المستفاد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) كان في الوصية أن يدفع إليّ الحنوط فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل وفاته بقليل فقال: يا علي ويا فاطمة هذا حنوطي من الجنة دفعه إلي جبرئيل وهو قرئكما السلام ويقول لكما اقسماه واعزلا منه لي ولكما.

قالت: لك ثلاثة وليكن الناظر في الباقي علي بن أبي طالب فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضمها إليه وقال موفقة رشيدة مهدية ملهمة، يا علي قل في الباقي قال: نصف ما بقي لها ونصف لمن ترى يا رسول الله قال: هو لك فاقبضه.

قال الراوي وكان فيما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يدفن في بيته الذي قبض فيه ويكفن في ثلاثة أثواب أحدها يمان.

فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله أمرتني أن أصيرك في بيتك إن حدث بك حادث قال: نعم يا علي بيتي قبري.

قال علي (عليه السلام): فقلت: بأبي أنت وأمي فحد لي أي النواحي أصيرك فيه؟ قال: إنك مسخّر بالموضع وتراه.

قالت له عائشة: يا رسول الله فأين أسكن؟ قال: إسكني أنت بيتاً من البيوت إنما هي بيتي ليس لك فيه من الحق إلا ما لغيرك فتقري في بيتك ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى ولا تقاتلي مولاك ووليك وإنك لفاعلة ظالمة شامة.

فبلغ ذلك من قوله عمر فقال لابنته حفصة: مري عائشة لا تفاتحه في ذكر علي ولا تراده فإنه قد استهيم فيه في حياته وعند موته إنما البيت بيتك لا ينازعك فيه أحد فإذا قضت المرأة عدتها من زوجها كانت أولى بيتها تسلك إلى أي المسالك شاءت.

وكان فيما أوصاه به أن قال: فإذا قبضت وفرغت من جميع ما أوصيك به غيبتني في قبري فالزم بيتك واجمع القرآن على تأليفه والفرائض والأحكام على تنزيله ثم امض على غير لائمة على ما أمرتك به وعليك بالصبر على ما ينزل بك وبها حتى تقدموا علي.

وروى الشيخ الكليني عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) يا علي ادفني في هذا المكان وارفع قبري من الأرض أربع أصابع ورش عليه الماء.

اعلم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يفارق النبي في حال حياته إلى حال وفاته وكان المعلل لرسول الله إذا مرض والمؤنس له إذا استوحش والمواسي له بنفسه والملازم له في ملماته.

قال الأزري (رحمة الله عليه):

ومـــــن كــــل هـــول وقــاهــــا
فغـــذا نفـس أحمد منه بالـــنفس
عصــمة كــان في القديم أخــاها
كيـف تـنـفك فــي المـلمات عنه



------------------------------------------------------

ونكمل بقية الاحداث غدا انشاء الله وعذرا على الاطالة


الاحسائي
الاحسائي
المشرف العام
المشرف العام

عدد الرسائل : 624
بلد الأقامة : السعـــوديـــة
تاريخ التسجيل : 27/12/2006

http://www.kfupm.edu.sa

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ايقونات جديد رد: وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله

مُساهمة من طرف سيف الاشتر الإثنين مارس 19, 2007 12:07 pm

مشكور اخي العزيز على البحث الكبير لحياة رسول الله صلى الله عليه واله

وعظم الله اجورنا واجوركم جميعاً
سيف الاشتر
سيف الاشتر
مــديــر المنتدى
مــديــر المنتدى

عدد الرسائل : 375
بلد الأقامة : السعـــوديـــة
تاريخ التسجيل : 24/11/2006

https://rayihforums.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ايقونات جديد رد: وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله

مُساهمة من طرف الاحسائي الإثنين مارس 19, 2007 9:24 pm

عظم الله أجوركم و أجورنا بهذا المصاب الجلل
نكمل وأيكم الأحداث الحزينة من حياة خاتم المرسلين أبي القاسم محمد صلى الله عليه واله وسلم


------------------------------------------



نقل ابن أبي الحديد عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) صبيحة يوم قبل اليوم الذي مات فيه فقال لي: لا تسأل عما كابدته الليلة من الألم والسهر أنا وعلي فقلت: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا أسهر الليلة معك بدله فقال: لا، هو أحق بذلك.

قلت: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع علي كذلك فعن (تاريخ الخطيب) قال: فقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقت انصرافه من بدر فنادت الرفاق بعضهم بعضاً وفيكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه علي (عليه السلام) فقالوا: يا رسول الله فقدناك فقال: إن أبا الحسن وجد مغصاً في بطنه فتخلفت معه عليه.


قال المفيد: وثقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يفارقه إلا لضرورة فقام في بعض شؤونه فأفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) إفاقة فافتقد علياً.

فقال وأزواجه حوله: ادعوا لي أخي وصاحبي، وعاوده الضعف فأصمت فقالت عائشة: ادعوا له أبا بكر فدعي فدخل عليه وقعد عند رأسه فلما فتح عينه نظر إليه فأعرض عنه بوجهه فقام أبو بكر فقال: لو كان له إليّ حاجة لأفضى بها إليّ.

فلما خرج أعاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) القول ثانية وقال: ادعوا لي أخي وصاحبي فقالت حفصة: ادعوا له عمر فدعي فلما حضر ورآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعرض عنه فانصرف ثم قال: ادعوا لي أخي وصاحبي.

فقالت أم سلمة (رضي الله عنها): ادعوا له علياً فإنه لا يريد غيره فدعي أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما دنى منه أوماء إليه فأكب عليه فناجاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) طويلاً ثم قام فجلس ناحية حتى أغفى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما أغفى خرج.

فقال له الناس: ما الذي اوعز إليك يا أبا الحسن؟ فقال: علمني ألف باب من العلم فتح لي كل باب ألف باب وأوصاني بما أنا قائم به إن شاء الله تعالى.

عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: لما كانت الليلة التي قبض النبي (صلى الله عليه وآله) في صبيحتها دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليه وعليهم الباب.

وقال: يا فاطمة وادناها منه فناجاها من الليل طويلاً فلما طال ذلك خرج علي ومعه الحسن والحسين (عليهم السلام) وأقاموا بالباب والناس خلف الباب ونساء النبي ينظرون إلى علي (عليه السلام) ومعه ابناه.

فقالت عائشة: لأمر ما أخرجك منه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخلا بابنته دونك في هذه الساعة فقال لها علي (عليه السلام): قد عرفت الذي خلا بها وأرادها له وهو بعض ما كنت فيه وأبوك وصاحباه مما قد سماه فوجمت دون أن ترد عليه كلمة.

قال علي (عليه السلام): فما لبثت أن نادتني فاطمة فدخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يجود بنفسه فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه فقال لي: ما يبكيك يا علي ليس هذا أوان البكاء فقد حان الفراق بيني وبينك. فاستودعك الله يا أخي فقد اختار لي ربي ما عنده وإنما بكائي وغمي وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي فقد أجمع القوم على ظلمكم وقد استودعتكم الله وقبلكم مني وديعة يا علي إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك فأنفذها فهي الصادقة الصدوقة.

ثم ضمها إليه وقبل رأسها وقال: فداك أبوك يا فاطمة. فعلا صوتها بالبكاء ثم ضمها إليه وقال: أما والله لينتقمن الله ربي وليغضبن لغضبك فالويل ثم الويل للظالمين.

ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال علي (عليه السلام): فو الله لقد حسبت بضعة مني قد ذهبت لبكائه حتى همئت عيناه مثل المطر حتى بلت دموعه لحيته وملاءة كانت عليه وهو يلتزم فاطمة (عليها السلام) لا يفارقها ورأسه على صدري وأنا مسنده والحسن والحسين يقبلان قديمه ويبكيان بأعلى أصواتهما.

قال علي: فلو قلت أن جبرئيل في البيت لصدقت لأني كنت أسمع بكاء ونغمة لا أعرفها وكنت أعلم أنها أصوات الملائكة لا أشك فيها لأن جبرئيل (عليه السلام) لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي ولقد رأيت بكاء منها أحسب أن السموات والأرضين قد بكت لها.

ثم قال لها: يا بنية الله خليفتي عليكم وهو خير خليفة والذي بعثني بالحق لقد بكى لبكائك عرش الله وما حوله من الملائكة والسموات والأرضون وما فيها.

وروى الشيخ الطوسي ره بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (عليه السلام): يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة، فأملاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصيته.

حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعده اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الاثني عشر إمام، سماك الله في السماء علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي فلا يصلح أن تكون هذه الأسماء لأحد غيرك.

يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غداً ومن طلقتها فأنا بريء منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة.

وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة سلمها إلى ابني الحسن البر الوصول.

ثم ذكر كل واحد واحد من الأئمة (عليهم السلام) وأن يسلمها إلى الإمام الذي بعده إلى أن تسلم إلى الإمام الثاني عشر (صلوات الله عليهم أجمعين).


روى عن عيسى بن المستفاد عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أليس كان أمير المؤمنين كاتب الوصية ورسول الله المملي عليه وجبرئيل والملائكة المقربون شهود قال فأطرق طويلاً.


ثم قال: يا أبا الحسن قد كان ما قلت لكن حين نزل برسول الله (صلى الله عليه وآله) الأمر نزلت الوصية من عند الله كتاباً مسجلاً نزل به جبرئيل (عليه السلام) مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة.

فقال جبرئيل: يا محمد مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامناً لها يعني علياً فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بإخراج من كان في البيت ما خلا علياً وفاطمة فيما بين الستر والباب.

فقال جبرئيل: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك واشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيداً.


قال فارتعدت مفاصل النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: يا جبرئيل ربي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام صدق عز وجل هات الكتاب فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين فقال له: اقرأه فقرأه حرفاً حرفاً.

فقال: يا علي هذا عهد ربي تبارك إليّ وشرطه علي وأمانته وقد بلغت ونصحت وأويت فقال علي: وأنا أشهد لك بأبي أنت بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي فقال جبرئيل: وأنا لكما على ذلك من الشاهدين.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها فقال علي (عليه السلام): نعم بأبي أنت وأمي عليّ ضمانها وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي نعم أشهد.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك فقال: نعم ليشهدوا وأنا بأبي وأمي أشهدهم فأشهدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وكان فيما اشترط عليه النبي (صلى الله عليه وآله) بأمر جبرئيل فيما أمره الله عز وجل أن قال له: يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله والبراءة منهم على الصبر منك على كظم الغيظ وعلى ذهاب حقك وغصب خمسك وانتهاك حرمتك فقال: نعم يا رسول الله.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي (صلى الله عليه وآله): يا محمد عرّفه أنّه ينتهك الحرمة وهي حرمة الله وحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل حتى سقطت على وجهي قلت: نعم قبلت ورضيت وإن انتهكت الحرمة وعطلت السنن وفرق الكتاب وهدمت الكعبة وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابراً محتسباً أبداً حتى أقدم عليك.
ثم دعى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالوا مثل قوله فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار ودفعت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).
وعن عيسى الضرير عن الكاظم (عليه السلام) قال: قلت لأبي: فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: فقال: ثم دعا (صلى الله عليه وآله) علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).

وقال (صلى الله عليه وآله) لمن في بيته: اخرجوا عني، وقال لأم سلمة: كوني على الباب فلا يقر به أحد ففعلت ثم قال: يا علي ادن مني فدنى منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على صدره طويلاً وأخذ بيد علي (عليه السلام) بيده الأخرى.

فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام غلبته عبرته فلم يقدر على الكلام فبكت فاطمة (عليها السلام) بكاء شديداً وعلياً والحسن والحسين (عليهم السلام) لبكاء رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقالت فاطمة: يا رسول الله قد قطعت قلبي وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الأولين والآخرين ويا أمين ربه ورسوله ويا حبيبه ونبيه من لولدي بعدك ولذل ينزل بي بعدك من لعلي أخيك وناصر الدين من لوحي الله وأمره.

ثم بكت وأكبّت على وجهه فقبلته وأكب عليه علي والحسن والحسين (صلوات الله عليهم) فرفع رأسه إليهم ويدها في يده فوضعها في يد علي (عليه السلام).

وقال له: يا أبا الحسن هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمد (صلى الله عليه وآله) عندك فاحفظ الله واحفظني فيها وإنك لفاعله، يا علي هذه والله سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين هذه والله مريم الكبرى أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم فأعطاني ما سألته.

يا علي أنفذ لما أمرتك به فاطمة فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل واعلم يا علي أني راض ممن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربي وملائكته، يا علي ويل لمن ظلمها وويل لمن ابتزها حقها وويل لمن هتك حرمتها وويل لمن أحرق بابها وويل لمن آذى خليلها وويل لمن شاقها وبارزها اللهم إني منهم بريء وهم مني براء.


روى عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: سمعت أبي يقول: لما كان قبل وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثلاثة أيام هبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراماً وتفضيلاً لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك يقول: كيف تجدك يا محمد؟

قال النبي (صلى الله عليه وآله): أجدني يا جبرئيل مغموماً وأجدني يا جبرئيل مكروباً. فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له إسماعيل في الهواء على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرئيل فقال: يا أحمد إن الله عز وجل أرسلني إليك إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك.

فقال: كيف تجدك يا محمد؟ قال: أجدني يا جبرئيل مغموماً وأجدني يا جبرئيل مكروباً فاستأذن ملك الموت فقال جبرئيل: يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك لم يستأذن على أحد قبلك ولا يستأذن على أحد بعدك.

قال: ائذن لي فإذن له جبرئيل فأقبل حتى وقف بين يديه فقال: يا أحمد إن الله تعالى أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك فيما تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها وإن كرهت تركتها.

فقال له جبرئيل: يا أحمد إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا ملك الموت أمض لما أمرت به.

وروى في (المناقب) عن ابن عباس أنه أغمى على النبي (صلى الله عليه وآله) في مرضه فدق بابه فقالت فاطمة (عليها السلام) من ذا قال أنا رجل غريب أتيت أسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتأذنون لي في الدخول عليه؟ فأجابت: أمض رحمك الله فرسول الله عنك مشغول.

فمضى ثم رجع فدق الباب وقال: غريب يستأذن على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتأذنون للغرباء.

فأفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) من غشيته وقال: يا فاطمة أتدرين من هذا؟ قالت: لا يا رسول الله.

قال: هذا مفرق الجماعات ومنغص اللذات هذا ملك الموت ما استأذن والله على أحد قبلي ولا يستأذن على أحد بعدي، استأذن عليّ لكرامتي على الله. ائذني له.

فقالت: ادخل رحمك الله، فدخل كريح هفافة (أي طيبة ساكنة) وقال: السلام على أهل بيت رسول الله فأوصى النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) بالصبر عن الدنيا وبحفظ فاطمة (عليها السلام) وبجمع القرآن وبقضاء دينه وبغسله وأن يعمل حول قبره حائطاً ويحفظ الحسن والحسين (عليهما السلام).

وروى عن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) غشي عليه فأخذت بقديمه أقبلهما وأبكي فأفاق وأنا أقول من لي ولولدي بعدك يا رسول الله فرفع رأسه وقال الله بعدي ووصيي صالح المؤمنين.

وروي في حديث عن جابر الأنصاري (رحمه الله) أنه قال: كانت فاطمة عند النبي (صلى الله عليه وآله) وهي تقول واكرباه لكربك يا أبتاه فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة.

إن النبي (صلى الله عليه وآله) لا يشق عليه الجيب ولا يخمش عليه الوجه ولا يدعى عليه بالويل ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم: تدمع العينان وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم محزونون.

وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال في قوله تعالى: (ولا يعصينك في معروف): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة (عليها السلام): إذا أنا مت فلا تخمشي علي وجهاً ولا ترخي علي شعراً ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليّ نائحة. ثم قال: هذا المعروف الذي قال الله عز وجل.

قال المفيد: ثم ثقل (صلى الله عليه وآله) وحضره الموت وأمير المؤمنين (عليه السلام) حاضر عنده فلما قرب خروج نفسه قال له: ضع يا على رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري وصلِّ عليّ أول الناس ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي واستعن بالله تعالى. فأخذ علي رأسه فوضعه في حجره فأُغمي عليه فأكبّت فاطمة (عليها السلام) تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:

ثــمال اليــتامى عصمة للأرامل
وأبيض يستقي الغمام بوجهه

ففتح رسول الله (صلى الله عليه وآله) عينه وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) فبكت طويلاً فأومأ إليها بالدنو منه فدنت منه فأسرّ إليها شيئاً تهلل وجهها له.

فجاءت الرواية أنه قيل لفاطمة (عليها السلام) ما الذي أسر إليك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسرّى عنك به ما كنت عليه من الحزن والقلق بوفاته؟ قالت: إنه أخبرني أنني أول أهل بيته لحوقاً به وإنه لن تطول المدة بي بعده حتى أدركه فسرّى ذلك عني.

وفي رواية الصدوق عن ابن عباس فجاء الحسن والحسين (عليهما السلام) يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأراد علي (عليه السلام) أن ينحّيهما عنه فأفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ثم قال: يا علي دعني أشمهما ويشماني وأتزود منهما ويتزودان مني أما أنهما سيظلمان بعدي ويُقتلان ظلماً فلعنة الله على من يظلمهما ـ يقول ذلك ثلاثاً ـ ثم مد يده إلى علي فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ووضع فاه على فيه وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة (صلوات الله عليه وآله).

فانسلّ علي (عليه السلام) من تحت ثيابه وقال: أعظم الله أجوركم بنبيكم فقد قبضه الله إليه. فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء.

وقال الطبرسي وغيره ما ملخصه: أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لملك الموت أمض لما أمرت له، فقال جبرئيل: يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي منها، فقال له: يا حبيبي جبرئيل أدن مني فدنا منه.

فكان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وملك الموت قابض لروحه المقدس فقبُض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها. ثم وجّهه وغمّضه ومدّ عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره.

قال الراوي: وصاحت فاطمة (عليها السلام) وصاح المسلمون ويضعون التراب على رؤوسهم قال الشيخ في (التهذيب): قبض مسموماً يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة وفي المناقب وكان بين قدومه المدينة ووفاته عشر سنين وقبض قبل ان تغيب الشمس وهو ابن ثلاث وستين سنة صلوات الله عليه وآله.

وعن الثعلبي: أنه قبض حين زاغت الشمس فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاء الخضر فوقف على باب البيت وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قد سُجّي بثوب.

فقال: السلام عليكم يا أهل البيت، كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة إن في الله خلفاً من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودركاً من كل فائت فتوكلوا عليه وثقوا به، وأستغفر الله لي ولكم.

وأهل البيت يسمعون كلامه ولا يرونه فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): هذا أخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم.

------------------------------------------

ونأسف للأطالة و نكمل معكم قريبا انشاء الله

الاحسائي
الاحسائي
المشرف العام
المشرف العام

عدد الرسائل : 624
بلد الأقامة : السعـــوديـــة
تاريخ التسجيل : 27/12/2006

http://www.kfupm.edu.sa

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ايقونات جديد رد: وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله

مُساهمة من طرف الاحسائي الخميس مارس 22, 2007 8:18 pm

نكمل معكم الجزء الأخير من أحداث المصيبة والعظيمة و الرزية الحزينة

---------------------------------------------

إن كنت أردت أن تعلم مقدار تأثير مصيبة النبي على أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلى أهل بيته فاسمع ما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك.

قال: فنزل بي من وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به فرأيت الناس من أهل بيتي ما بين جازع لا يملك جزعه ولا يضبط نفسه ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به قد أذهب الجزع صبره وأذهل عقله وحال بينه وبين الفهم والإفهام والقول والاستماع.

وساير الناس من غير بني عبد المطلب بين معزّ يأمر بالصبر وبين مساعد باكٍ لبكائهم جازع لجزعهم وحملت نفسي على الصبر عند وفاته بلزوم الصمت والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه وتغسيله وتحنيطه وتكفينه والصلاة عليه ووضعه في حفرته وجمع كتاب الله وعهده إلى خلقه لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة ولا هايج زفرة ولا لاذع حرقة ولا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب لله عز وجل ولرسوله علي وبلغت منه الذي أمرني به واحتملته صابراً محتسباً.

وروى الكليني عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) بات آل محمد (عليهم السلام) بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم ولا أرض تقلهم لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتر الأقربين والأبعدين في الله.

فبينا هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه فقال: السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة ونجاة من كل هلكة ودركاً لما فات، كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، إن الله اختاركم وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه واستودعكم علمه وأورثكم كتابه.

وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله لما قبض نبيه دخل على فاطمة (عليها السلام) من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فارسل إليها ملكاً يسلّي غمها ويحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لها: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي، فأعلمته ذلك.

وجعل أمير المؤمنين (عليه السلام) يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون.

وفي رواية أخرى: إنه كان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها.

وروي أنه اجتمعت نسوة بني هاشم وجعلن يذكرن النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت فاطمة (عليها السلام): اتركن التعداد وعليكن بالدعاء.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي من أصيب بمصيبة بي فإنها من أعظم المصائب وأنشأ أمير المؤمنين:

هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
المـــوت لا والداً يبقى ولا ولدا
لو خــلد الله خلـقـــاً قبــله خلدا
هــذا النبــــي ولـــم يخلد لأمته
من فاته اليوم سهم لم يفته غداً
للمــوت فينا سهام غير خاطئة

فلما أراد أمير المؤمنين عليه السلام غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) استدعى الفضل بن عباس فأمره ان يناوله الماء لغسله (فغسله خ ل) بعد ان عصب عينيه ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ به إلى سرته وتولى غسله وتحنيطه والفضل يعاطيه الماء ويعينه عليه والملائكة كانت أعوانه أيضاً فغسل في قميصه.

روى الشيخ في التهذيب عن الحرث بن يعلي بن مرة عن أبيه عن جده قال قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فستر بثوب ورسول الله خلف الثوب وعلي عليه السلام عند طرف ثوبه قد وضع خديه على راحته والريح يضرب طرف الثوب على وجه علي عليه السلام.

قال والناس على الباب وفي المسجد ينتحبون ويبكون وإذا سمعنا صوتاً في البيت ان نبيكم طاهر مطهر فادفنوه ولا تغسلوه.

قال فرأيت علياً عليه السلام حين رفع رأسه فزعاً فقال اخسأ عدو الله فإنه أمرني بغسله وكفنه ودفنه وذاك سنة.

قال ثم نادى مناد آخر غير تلك النغمة يا علي بن أبي طالب استر عورة نبيك ولا تنزع القميص.

وفي نهج البلاغة من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتجهيزه بأبي أنت وأمي لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والأنبياء وأخبار السماء خصصت حتى صرت مسلياً عمن سواك وعممت حتى صار الناس فيك سواء.

ولولا انك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لانفذ عليك ماء الشؤون ولكان الداء مما طلا والكمد مخالفاً وقلالك ولكنه مالا يملك رده ولا يستطاع دفعه بأبي أنت وأمي اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك.

وفي رواية الشيخ قال لما فرغ من غسله وكشف الأزار عن وجهه ثم اكب عليه فقبل وجهه ومد الأزار عليه.

وعن فقه الرضا ان علياً لما ان غسل رسول الله صلى الله عليهما وآلهما وسلم وفرغ من غسله نظر في عينيه فرأى فيهما شيئاً فانكب عليه فادخل لسانه فمسح ما كان فيهما فقال بأبي وأمي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليك طبت حياً وطبت ميتاً قاله العالم.

وعن بصاير الدرجات عن أبي رافع قال ان الله ناجى علياً يوم غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله).

قال الراوي فلما فرغ علي عليه السلام من غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتحنيطه كفنه في ثلاثة أثواب ثوبين أبيضين صحاريين وبرد أحمر حبرة (وصحار قرية باليمن نسب الثوب إليها).

وروى القطب الراوندي عن علي عليه السلام انه قال أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا توفي ان استسقي سبع قرب من بئر غرس فاغسله بها فإذا غسلته وفرغت من غسله اخرجت من في البيت قال فإذا اخرجتهم فضع فاك على في ثم سلني عما هو كائن إلى أن تقوم الساعة من أمر الفتن.

قال علي عليه السلام ففعلت ذلك فأنبأنبي بما يكون إلى أن تقوم الساعة وما من فئة تكون إلا وانا أعرف أهل ضلالها من أهل حقها.

روى سليم عن سلمان رضي الله عنه انه قال اتيت علياً وهو يغسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد كان أوصى ان لا يغسله غير علي عليه السلام وأخبر عنه انه لا يريد ان يقلب منه عضواً إلا قلب له.

وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من يعينني على غسلك يا رسول الله قال جبرئيل فلما غسله وكفنه ادخلني وادخل أبا ذر والمقداد وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام فتقدم وصففنا خلفه وصلى عليه والمرأة في الحجرة لا تعلم قد أخذ جبرئيل ببصرها.

قال المفيد فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه وحده لم يشركه معه أحد في الصلاة عليه وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم في الصلاة عليه وأين يدفن

فخرج إليهم أمير المؤمنين عليه السلام وقال لهم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أما منا حياً وميتاً فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام وينصرفون.

وان الله لم يقبض نبياً في مكان إلا وقد ارتضاه لرمسه فيه واني لدافنه في حجرته التي قبض فيها فسلم القوم لذلك ورضوا به.

روى الكليني عن أبي مريم الأنصاري قال قلت لأبي جعفر عليه السلام كيف كانت الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) قال لما غسله أمير المؤمنين عليه السلام وكفنه سجاه ثم ادخل عليه عشرة فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين عليه السلام في وسطهم فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلمياً) فيقول القوم كما يقول عليه السلام حتى (صلى الله عليه وآله) أهل المدينة والعوالي.

وروى أبو جعفر عليه السلام انه صلوا عليه يوم الاثنين وليلة الثلاثة حتى الصباح ويوم الثلاثاء حتى صلى عليه الأقرباء والخواص ولم يحضر أهل السقيفة وكان علي عليه السلام انفذ إليهم بريدة وإنما تمت بيعتهم بعد دفنه (صلى الله عليه وآله).

وروى عن القسم الصقيل انه كتب إلى الناحية المقدسة جعلت فداك هل اغتسل أمير المؤمنين حين غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند موته فأجابه النبي (صلى الله عليه وآله) طاهر مطهر ولكن أمير المؤمنين عليه السلام فعل وجرت به السنة.

قال المفيد ولما صلى المسلمون عليه (صلى الله عليه وآله) انفذ العباس بن عبد المطلب برجل إلى أبي عبيدة بن الجراح وكان يحفر لأهل مكة ويصرح وكان ذلك عادة أهل مكة وانفذ إلى زيد بن سهل وكان يحفر لأهل المدينة ويلحد فاستدعاهما.

وقال اللهم خر لنبيك فوجد أبو طلحة زيد بن سهل وقيل له احفر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فحفر له لحداً ودخل أمير المؤمنين والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأسامة ابن زيد ليتولوا دفن رسول الله (صلى الله عليه آله).

فنادت الأنصار من وراء البيت يا علي انا نذكرك الله وحقنا اليوم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يذهب أدخل منا رجلاً يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقال ليدخل أوس بن خولي وكان بدرياً فاضلاً من بني عوف من الخزرج فلما دخل قال له علي عليه السلام أنزل القبر فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول الله (صلى الله عليهما وآلهما وسلم) على يديه وولاه في حفرته فلما حصل في الأرض قال له أخرج فخرج ونزل على القبر فكشف عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووضع خده على الأرض موجهاً إلى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب انتهى.

وروى انه ربع قبره وعن أبي عبد الله عليه السلام قال القى شقران مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قبره القطيفة وقال جعل علي عليه السلام على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) لبناً وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) محصب حصباء حمراء.

وروي الحميري ان قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) رفع من الأرض قدر شبر وأربع أصابع ورش عليه الماء قال علي عليه السلام والسنة ان يرش على القبر الماء.

وروي عن بصائر الدرجات عن أبي عبد الله عليه السلام أنه لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) هبط جبرئيل عليه السلام ومعه الملائكة والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر.

قال ففتح لأمير المؤمنين عليه السلام بصره فرأهم في منتهى السموات إلى الأرض يغسلون النبي معهم ويصلون معه عليه ويحفرون له والله ما حضر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل فوضعوه فتكلم.

وفتح لأمير المؤمنين سمعه فسمعه (صلى الله عليه وآله) يوصيهم به فبكى وسمعهم يقولون لا نالوه جهداً وإنما هو صاحبنا بعدك إلا أنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه.

قال في نهج البلاغة من خطبة له عليه السلام ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) اني لم أرد على الله سبحانه ولا على رسوله ساعة قط ولقد واسيته في المواطن التي تنكص فيها الأبطال وتتأخر الأقدام نجدة أكرمني الله بها.

ولقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وان رأسه لعلى صدري وقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي ولقد وليت غسله والملائكة أعواني فضجت الدار والأفنية ملاء يهبط وملاء يعرج وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى وأريناه في ضريحه فمن ذا أحق به مني حياً وميتاً.

أقول قد يقال ان المراد بسيلان النفس هبوب النفس عند انقطاع الأنفاس وقيل أراد بنفسه دمه (صلى الله عليه وآله) يقال ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قاء عند وفاته دماً يسيراً وان علياً عليه السلام مسح بذلك وجهه. والله العالم.

قال المفيد ولم يحضر دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أكثر الناس لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة وفات أكثرهم الصلاة عليه لذلك وأصبحت فاطمة عليها السلام تنادي واسؤ صباحاه فسمعها أبو بكر فقال لها ان صباحك لصباح سوء.

وروي ابن عبد ربه في العقد الفريد عن أنس بن مالك قال لما فرغنا من دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اقبلت عليَّ فاطمة فقالت يا أنس كيف طابت أنفسكم ان تحثوا على وجه رسول الله التراب ثم بكت ونادت يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من ربه ما ادناه.

قال السيد بن طاووس في كشف المحجة لولده ومن أعجب ما رأيته في كتب المخالفين وقد ذكره الطبري في تاريخه ما معناه ان النبي (صلى الله عليه وآله) توفي يوم الاثنين وما دفن إلا يوم (ليلة خل) الأربعاء وفي رواية انه بقي ثلاثة حتى دفن.

وذكر إبراهيم الثقفي في كتاب المعرفة في الجزء الرابع تحقيقاً ان النبي (صلى الله عليه وآله) بقي ثلاثة أيام حتى دفن لاشتغالهم بولاية أبي بكر والمنازعات فيها وما كان يقدر أبوك علي عليه السلام ان يفارقه ولا ان يدفنه قبل صلاتهم عليه ولا كان يؤمن ان يقتلوه ان فعل ذلك أو ينبشوا النبي (صلى الله عليه وآله) ويخرجوه ويذكروا انه دفنه في غير وقت دفنه أو في غير الموضع الذي يدفن فيه فابعد الله جل جلاله من رحمته وعنايته نفوساً تركته على فراش منيته واشتغلت بولاية كان هو أصلها بنبوته ورسالته لتخرجها من أهل بيته وعترته والله يا ولدي ما أدري كيف سمحت عقولهم ومروتهم ونفوسهم وصحبتهم مع شفقته عليهم وإحسانه إليهم بهذا التهوين.

ولقد قال زيد بن مولانا زين العابدين عليه السلام والله لو تمكن القوم ان طلبوا الملك بغير التعلق باسم رسالة كانوا قد عدلوا عن نبوته وبالله المستعان.

وقال أيضاً وكان من جملة حقوقه (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته وخاصة يوم الممات ان يجلس المسلمون كلهم على التراب بل على الرماد ويلبسوا أفضل ما يلبسه أهل المصائب من السواد ويشتغلوا ذلك اليوم خاصة عن الطعام والشراب ويشترك في النياحة والبكاء والمصائب الرجال والنساء ويكون يوماً ما كان يوم مثله في الدنيا ولا يكون.

انتهى

كتبه بيمناه الوازرة مؤلفه عباس بن محمد رضا القمي عفى عنه

-------------------------------------------

هذا ... والله ولي التوفيق
ولندعو معنا للكاتب الاصلي لهذه المقالة الجميلة
لاني مجرد ناقل عنه
وصل الله على محمد وال محمد


الاحسائي
الاحسائي
المشرف العام
المشرف العام

عدد الرسائل : 624
بلد الأقامة : السعـــوديـــة
تاريخ التسجيل : 27/12/2006

http://www.kfupm.edu.sa

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى