منتــديات الراية الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الادلة على عدم امكانية رؤية الله جل شأنه

اذهب الى الأسفل

ايقونات جديد الادلة على عدم امكانية رؤية الله جل شأنه

مُساهمة من طرف احمد المكصودي الأحد يناير 04, 2009 12:17 pm

ما هو البرهان على عدم رؤية الله في الأخرة
إن القول بجواز الرؤية على الله تعالى فيه التزامات مستحيلة عليه تعالى عنها علواً كبيراً

منها القول بالتجسيم في حقّه، بالجهة ، وأنّه ذوأبعاد ، ومحدودية ، والتناهي ، وأنه ذو أجزاء وأبعاض. فلذا امتنع القول برؤيته مطلقاً _في الدنيا والآخرة _ ولابد من طرح جميع ما ظاهره جواز وإمكان الرؤية أو تأويله لمخالفته للعقل والنقل الصحيح .
واليكم تفصيل الكلام :
-1- إن الرؤية إنما تصح لمن كان مقابلاً _ كالجسم _ أو مافي حكم المقابل _ كالصورة في المرآة _ والمقابلة ومافي حكمها إنما تتحققّ في الأشياء ذوات الجهة، والله منـزّه عنها فلا يكون مرئياً .
-2- إن الرؤية لا تتحقق إلّا بانعكاس الأشعة من المرئي إلى أجهزة العين و هو يستلزم أن يكون سبحانه جسما ذا أبعاد.
-3- إن الرؤية إمّا أن تقع على الذات كلّها أو على بعضها ، فعلى الأوّل يلزم أن يكون المرئي محدوداً متناهياً ، وعلى الثاني يلزم أن يكون مركباً ذا أجزاء وأبعاض ، والجميع مستحيل في حقّه تعالى .

اشكالات وحلول

(1) ما معنى قوله تعالى : (( وجوه يومئذ ناضره إلى ربها ناظره )) ما المراد بالنظر هنا ؟
(2) القول إن الرؤية لا تتحقق إلا بانعكاس الاشعة من المرئي..... قوله تعالى : (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) هل كانت الرؤيا هنا بانعكاس الاشعة ؟
(3) القول : إنّ الرؤية إنما تقع على الذات كلها أو بعضها..... قال الرسول متحدثاً عن الجنة (( فبها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )) فهل تقولون لما لا تستطيع عقولكم أن تتخيله هو مستحيل الوقوع ؟

مقدمة
ان الادلة العقلية القائمة في المقام لا تنبغي المناقشة فيها بذكر الامثلة , إذ القاعدة العلمية في هذه الأدلة أن تناقش بوجوه علمية وعقلية لا بأمثلة قابلة للتأويل .

وبيانه : أن الرؤية المادية تستلزم لا محالة تحديد المرئي , وهذا يتطلب تمييز المورد المشاهد بالعيان , والتمييز يترادف مع إفراز المرئي والمشاهد في الخارج , وهذا هو الجسمية بعينها , وهو مردود عقلاً ونقلاً , إذ فيه التزام بافتقار الجسم إلى مكان وزمان (( سبحانه وتعالى عما يصفون )) .
فحذراً من هذه الملازمات الباطلة يجب علينا الاعتقاد بعدم امكانية رؤيته جل وعلا .
الاجوبة
(1) إن الآية التي ذكرتها لم تصرح بالرؤية المادية , بل هي قابلة للتأويل من حيث احتمال النظر إلى آلاء الله تبارك وتعالى أو ثوابه وما شابه ذلك , وبما أن الأدلة العقلية الدالة على استحالة طروّ المواصفات المادية على الباري عزوجل هي أدلة ثابتة ومسلمة , فيجب صرف ظهور معنى (( الرؤية )) في الآية إلى المعاني التي لا تنافي تلك الأدلة العقلية من رؤية أمر الله أو نعمه أو عظمته وأمثال ذلك .
وهذا التفسير والتأويل متفق عليه عند الشيعة , وعليه علماء المعتزلة من أهل السنة .
والغريب في المقام ما صدر عن البعض كالرازي والقرطبي عند تفسيرهم آية (( وجاء ربك والملك صفاً صفاً )) في سورة الفجر , إذ يأتون بأدلة متعددة على استحالة مجيء الرب عزوجل يوم القيامة بنفسه وهيكله , لامتناع الجسمية والتحول والتحرك وغيرها عليه , وفي نفس الوقت يؤيدون رؤيته تبارك وتعالى يوم القيامة بآية (( الى ربها ناظرة )) اعتماداً على روايات مردودة سنداً أو دلالةً , أليس هذا تهافتاً واضحاً في كلام هؤلاء ؟
(2) وأما بالنسبة لآية (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) فانها لم تعبر عن الرؤية المادية المحسوسة في اليقظة ـ والكلام في هذا الفرض ـ , والشاهد على ما نقول هو (( فانظر ماذا ترى )) , إذ ليس المقصود النظرة والرؤية بالعين , بل بمعنى ابداء الرأي في الموضوع .
وبعبارة واضحة :
أن ابراهيم (ع) كان يريد أن يذكر ابنه اسماعيل (ع) بنزول الوحي في المنام بذبحه , والدليل الواضح جواب اسماعيل : (( قال يا أبت افعل ما تؤمر )) , فانه يدل على ورود الوحي ولو في الرؤيا .
والكلام في امتناع رؤية الله (عزوجل) بالرؤية البصرية , والآية لا تدل على إمكانية الرؤية المذكورة بدون انعكاس الضوء وتمييز المرئي .
(3) ليس هناك أي تناقض بين لزوم وقوع الرؤية بالبصر على المرئي كله أو بعضه وتشخيصه وتمييزه عما سواه , وبين الرواية التي ذكرت فيها صفة الجنة بأن (( فيها ما لا عين رأت .. )) , فان الحديث يذكر عظمة أنعم الله تبارك وتعالى في الجنة بأن فيها نعم ظاهرة وباطنة لم تراها أعين البشر في الدنيا , فأين هذا من جواز رؤية الله عزوجل في الآخرة ؟!!!
هذا , وإن كان المقصود في هذ الاشكال من أننا نحكم باستحالة ما لا تستوعبه عقولنا , فهذا خطأ واضح وقد خلط على القائلين بذلك الأمر , بل إننا وبمعونة العقل والشرع نحكم باستحالة وامتناع الرؤية المادية والمشاهدة بالعيان بالنسبة لله( عزوجل ) مطلقاً , لملازمتها التوالي الفاسدة والباطلة من الجسمية والتمييز وغيرها ... .
أي أن لنا دليلاً على عدم إمكان الرؤية , لا أننا حكمنا في المقام لعدم الظفر بأدلة الرؤية حتى تأتينا ـ مثلاً ـ بأحاديث الرؤية .
فالموضوع دقيق وخطير ويحتاج الى تأمل حتى تتجلى الحقيقة بصورة واضحة , وبالجملة فالقاعدة العامة أن نحكم بعدم إمكان رؤيته تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة , لا لعدم وجود الدليل على الرؤية , بل لقيام الدليل على استحالتها وامتناعها .


والله الموفق والمس

احمد المكصودي
عضو جديد
عضو جديد

عدد الرسائل : 29
تاريخ التسجيل : 02/01/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى