منتــديات الراية الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماهي الاسس المنطقية والشرعية لتقييم الاخرين

اذهب الى الأسفل

ايقونات جديد ماهي الاسس المنطقية والشرعية لتقييم الاخرين

مُساهمة من طرف احمد المكصودي الأحد يناير 04, 2009 12:40 pm

ماهي الاسس المنطقية والشرعية لتقييم الاخرين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين:

إن الذنوب تنقسم إلى قسمين : فمنها ما لها تحققق في الخارج: طعنا بالسكين ، أو إراقة للماء الحرام في الموضع الحرام ، أو سلبا للمال من صاحبه ، وغير ذلك من الذنوب التي يرى الإنسان أثرها بشكل مباشر .. وهناك من الذنوب ما ليس لها تجسم في الخارج بشكل واضح ، مما يجعل صاحبها يستهين بأمرها وهي عند الله تعالى من الموبقات المهلكة .. ومن مصاديق ذلك : التعرض لكرامة المؤمن ، و ان لم يبلغ أعلى درجات الإيمان ، فانه لا يرى الا حركة فى اللسان ، والحال ان القرآن يعتبر ذلك أكلا لأقبح مأكول على وجه الأرض ، الا وهو لحم الميتة منرحم ماسة كأخ شقيق !!
ان الوجاهة الاجتماعية بمثابةالهواء الذي يتنفسه الكائن الحي ، وعليه فان من يسقط إنسانا عن أعين الآخرين ،فانه يقضي على حياته من خلال خنقه ، إذ سلب منه الهواء الذي يتنفسه . وليس من العجب بعدها ، اننرى بعض الروايات ترجح إثم هذا الإسقاط على إثم الزنا ، وذلك لان الزنا أمر يتم في ستر وخفية ، ومن السهل ان يعود صاحب هذه المعصية إلى حياةالاستقامة ، بعد الندامة الصادقة والتوبة النصوح .. فتأمل في هذا النص النبوي : ان الرجل قد يزني فيتوب الله عليه ، وان صاحب الغيبة لا يغفر لهحتى يغفر له صاحبه !

ان البعض يعيش حالة من السذاجة والبساطة فيالتفكير، فيفتح عقله لكل ما يبث في وسائل الإعلام هذه الأيام ، والحال إنا الكثيرين ممن يتصدون لمثل هذا الأمر، ينطلقون من منطلقتجاري بحت، فلا يهمهم تزوير التاريخ ، ما دام يدر عليهم دريهمات فانية .. والقرآن الكريم أراد بهذه الآية تحذيرنا اليوم من الأبواق المنطلقة من صدورالفاسقين حيث قال : { ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالةفتصبحوا على ما فعلتم نادمين } .. أو ليس المؤمن كيساً فطناً ، عالمابزمانه ، لا تهجم عليه اللوابس ؟!

لقد حثت الشريعة الغراء في نصوص متعددة ، علىضرورة الحمل على الأحسن ، بمعنى محاولة خلق الأعذار لمن صدر منه الخطأ ،ما دمنا غير قاطعين بسوء نيته ، فان العمل الخارجي لا يكشف دائما عن المنطلقات الباطنية ، أولسنا في حياتنا العملية نقوم بما يوحي الوهن والانتقاص ، لأحب الناس إلينا ، من دون أن نقصد شيئا من ذلك ؟! .. إننانرفض بشده ترتيب الأثر على ما يسمى في العرف بالتوهين العملي من دون قصد ،فليكن شعارنا دائما: عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به .

لقد كثر في أوساط المؤمنين مايسمى هذه الأيامبالتحليل والتقييم،فنرى الفرد يخوض في أعراض المؤمنين من دون برهان قاطع ، سوى ما يثار منالقيل و القال ، والحال انه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ، والله تعالى سريع الانتصار لعبده المؤمن، لأنه يعدّ من اقرب الشؤون إليه ، ومنهنا رجحت كرامته على كرامة الكعبة!! .. ولكن هذا لا يعنى تجميد الأفكار في مقابل ما نراه من هفوات و أخطاء ، بل يمكننا تقييم الفعل لا الفاعل ،والمناقشة الموضوعية في الفعل الخارجي ، لا يستلزم دائما جرحا لصاحب الفعل .. ومن هنا لزم اخذ الحيطة المضاعفة عند التحدث عن المؤمن ، فان من كسرمؤمنا فعليه جبره !!.. و هل يمكن الجبر دائما ؟!.

إن الحديث عن أي مؤمن يستلزم الدقة في اختيارالكلمات لئلا يزل بنا القدم حيث السقوط من عين الله تعالى ، ولكن لا بد منالالتفات إلى خطورة الأمر عندما يكون الحديث عن رموز الدين من الذين لمنعهد منهم إلا الخير فان التجريح الذي لا مبرر له من منتدى( انصار الحجة بل والله اعداء الحجه )بحق المولى الحسني (دام ظله الوارف) ، يوجب و هنالدين في نظر عامة الناس، الذين يعرفون الدين من خلال حَمَلته .. وبالتالي فان من أدى حديثه إلىمثل هذا الوهن المستلزم للجرأة على المعاصي ، سيشارك المنحرفين في إثمهم ،وسيتجلى له ذلك في يوم تبلى فيه السرائر !!.. فتأمل في هذا النص المروى عنالصادق (ع) : من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقطه منأعين الناس ، أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان ، فلا يقبله الشيطان .

ان من مناشئ الوقيعة والمبالغة في نقدالآخرين هي : الحالة النفسية المسبقة ، فان طبيعة من يحمل في قلبه حقدالأخيه المؤمن ، تستلزم الانجرار للحديث الآثم من منطلق النفس الأمارةبالسوء ، التي تجره للشهوة تارة ، وللغضب تارة أخرى !.. وتبلغ المشكلةمداها عندما يضفي المتحدث طابعا شرعيالمقولته ، وهو يعلم في أعماق نفسه انه تبرير مختلق ، سولته له نفسه .. وعليه فان من مفاتيح الحل هو البحث دائما في خفايا أعماق النفس ، لئلا يجدالإنسان فيها زاوية اتخذها الشيطان وكرا لبث سمومه!! .. ومن هنا كان القلبالسليم غاية منية العارفين طوال التاريخ .

ان الحل الجامع للتخلص من كل الذنوب بقسميهاالحقيقي والاعتباري هو: الاعتقاد بان الإنسان بين يدي ربه في كل حركات هوسكناته ، مستحضرا جهازالتصوير فوق رأسه،والذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا وصورها ، وهو مظهر من مظاهر حقيقة : { فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه } ومصداق من مصاديق العتاب الإلهي البليغ : { ألم يعلم بان الله يرى } .. وليس من الغريب ان يجعل القران منأولى صفات المتقين هو الإيمان بالغيب ، ثم يختار من بين الغيب خصوصالإيمان بالآخرة تأكيدا للأمر .. وأخيرا تأمل في هذا النص المروى عنالإمام الجواد (ع) : واعلم انك لن تخلو من عين الله ، فانظر كيف تكون ؟!
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
__________________

احمد المكصودي
عضو جديد
عضو جديد

عدد الرسائل : 29
تاريخ التسجيل : 02/01/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى